الغيبة وعلاج هذه الآفة

                            بسم الله الرحمن الرحيم 
                  والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تكملة لموضوع الغيبة وأسبابها ومايؤدي اليها اليوم نذكر علاجها 
أما عن علاج هذه الآفة :
يمكن القول بأن الغيبة قد تكون أشد من الزنا وهذا حق متعلق بالله فقد يتوب الزاني ويقبل الله توبته وأيضا يبدل سيئاته حسنات 

1- أما المغتاب ان تاب لابد من مسامحة من وقع في عرضه له ويقول النبي صلي الله عليه وسلم : 
" كل المسلم علي المسلم حرام : دمه وماله وعرضه " رواه مسلم  عن أبي هريرة (رضي الله عنه ) وابن ماجه عن ابن عمر 
                          ( رضي الله عنهما ) 


2- انشغال الانسان بعيوب نفسه عن عيوب الآخرين .
رحم الله امرء شغلته عيوبه عن عيوب الآخرين وبذلك لايجد الانسان وقتا ولافراغا للانشغال بعيوب الناس .


3- نبحث في أنفسنا عن مايؤدي بنا للغيبة ومحاولة مقاومته ان كان السبب هو اشفاء الغيظ والغضب فليحذر من غضب الله ينفذ فيه وليعلم جيدا أن الله لايرحم من لايرحم وعليه بكظم الغيظ والصفح والعفو ويذكر نفسه . 
بقوله تعالي :
               " وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم 
وقوله تعالي :
                 " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " 


4- وان كان يجامل من يجالسه ليعلم أنه شريك في الاثم وحتي لو لم يشترك في الغيبة ولينتبه الي قول النبي صلي الله عليه وسلم :
" من التمس رضا الله بسخط الناس ، رضي الله عنه وأرضي عنه الناس .. ومن التمس رضا الناس بسخط الله ، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس " 
           ابن حبان  في صحيحه عن عائشة ( رضي الله عنها ) 
بلفظه والترمذي وأبو القيم في : الحلية بطريق معاوية ( رضي الله عنه )


وعليه أن يرد غيبة المسلم وان فعل هذا كان حقا علي الله أن يرد عنه عذاب النار يوم القيامة وان لم يستطيع رد غيبة المسلم فعليه أن يترك هذا المجلس التزاما بقوله عز وجل :-
" فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم"


أما ان كانت الغيبة بسبب تزكية النفس عند الناس من الامور المحظورة والله تبارك وتعالي يقول :-
" ألم تر الي الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولايظلمون فتيلا . 
( انظر كيف يغترون علي الله الكذب وكفي به اثما مبينا ) 
                                                 سورة النساء :49- 50 


وأما ان كان الهدف من الغيبة الحسد فقد جمع المغتاب علي نفسه ألما نفسيا وعذابا في الدنيا والآخرة فالحاسد دائما في غل وهم في الدنيا وعقابه يوم الحساب أشد .

ونبينا صلي الله عليه وسلم يقول :
" الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) أبوداوود عن أبي هريرة رضي الله عنه ) وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه 

                والي لقاء مع الاعذار المبيحة للغيبة 
                                 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته