الغيبة - البهتان مايدعو لذلك

                           بسم الله الرحمن الرحيم
                  والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين
                  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سئل رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) عن الغيبة فقال " ذكرك أخاك بما يكره " فقال السائل . أرأيت ان كان فيه ماأقول ؟
فأجاب ( صلي الله عليه وسلم ) ان كان فيه ماتقول فقد بهته "                                                                                                                                  رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .

والبهتان هو أعظم الكذب ويشبه القرآن الكريم من يغتاب أخيه من أكل لحما ميتا في قوله تعالي : 
" ولايغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) الحجرات :21 


والبهتان يقول عنه الله سبحانه وتعال (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير مااكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا ) سورةالأحزاب :58


وينذرنا النبي صلي الله عليه وسلم ويحذر المغتابين فيقول " يامعشر من آمن بلسانه ولم يؤمن قلبه لاتغتابوا المسلمين ولاتتبعوا عوراتهم فان من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته ) . 
عن أبو داوود عن أبي برزة رضي الله عنه ) باسناد جيد وابن أب الدني عن البراء ( رضي الله عنه )


ويفهم تصريح المتكلم بالغيبة سواء كان بالتصريح أو الاشارة والحركة والتقليد واالغمز واللمز ويمكن أن تكون بالكتابة أيضا ولايكتفون بما تكتبه الملائكة عليهم بلي يكتبون علي أنفسهم .


وكذلك يرتبط الافك بالبهتان والغيبة والافك هو أن تقول عن شخص مانقل اليك عنه دون أن يتأكد من صحة هذا الكلام وحتي وان كنت أمينا في النقل .


وقال عزوجل 
( اذا تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهوعند الله عظيم ) سورة  النور : 15 


وقد يظهر لنا الشيطان الغيبة في صورة الحق ويقع  صاحبها في المحظور ومن أمثلة ذلك 
1- الغيبة وكأنه رافض للمنكر حتي وان كان حقا فيجب علينا نوجه النصح سرا وبلباقة والدعاء للعاصي بالهداية أولي من فضحه .
2- الغيبة وكأنه يرحم من يغتابه ويحرص علي مصلحته .
3- الغيبة وكأنه يغضب لانتهاك محارم الله . 
4- الغيبة وكأنه متعجب ومندهش وغير مصدق . 


وللغيبة خطورة نبه اليها الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله "من كان لأخيه عنده مظلمة من عرض أومال فليتحللها منه من قبل أن يأتي يوم ليس فيه دينار ولادرهم انما يؤخذ من حسناته .. فان لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فزيدت في سيئاته 
               متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه "البخاري


وذلك يفاجأ المغتاب بتبعات غيبية وهي جهنم عاقبة مافعل وقد يؤخذ ثواب صلاته وصيامه وحجه ويتحمل هو نتيجة معاصي وفسق من اغتابه فيدخل المغتاب النار بسيئات لم يرتكبها ويدخل المغتاب الجنة بأعمال لم يعملها وهذا الامر اذا انتبهنا اليه لانتفوه بكلمة سيئة في حق أي انسان .


وكثير من العلماء يري العبادة الحقة في الكف عن أعراض الناس 
وهذا هو التعبد الحقيقي الذي يحتاج الي جهاد النفس .


دواعي الغيبة وكيف نعالجها :
1- مجاملة من يجلس معهم وموافقتهم علي كلامهم . 
2- من باب السخرية والاستهزاء . 
3- اشفاء للغيظ من عواقب الحقد والغضب .
4- الانقاص من شأن الآخرين ليرفع من شاء نفسه .
5- تقضية الوقت والتسلية . 
6- الحسد ( محاولة اظهار عيوب المحسود حتي يتوقف الناس عن مدحه .
                    والي لقاء آخر لعلاج هذه الآفة 
                                       والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته