الاعذار المبيحة للغيبة

                          بسم الله الرحمن الرحيم
                 والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين 
                 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك أعذار مبيحة للغيبة ويعفو عنها الله والعبرة بالنية
 ومن هذهالاعذار :
1- الظلم : يباح للمظلوم عرض مظلمته حتي يصل الي حقه ويؤكد هذا الكلام :
 قول الرسول عليه الصلاة والسلام . 
عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) ( ان لصاحب الحق مقالا )"
 وقوله  أيضا :-
                 ( لي الواجد يحل عقوبته وعرضه )
                                          أبو داوود والنسائي وابن ماجه 

وهذا يعني مماطلة الغني أداء حق الغير فعندما يشتكي المظلوم للقاضي فانه وقع في الغيبة لكنها غيبة معفو عنها للضرورة . 

2- تغيير المنكر :- ويشترط هنا صدق النية كذكر الأم عيوب أولادها للأب ليصلح من شأنهم . 

3- الاستفسار لمعرفة الصواب :- 
وذلك حدث حين ذهبت هند بنت عتبة الي النبي صلي الله عليه وسلم تسأله 
فقالـت :- ان أباسفيان رجل مسيك 
             ( متفق عليه عن عائشة رضي الله عنها ) 
أي تشكو من بخل زوجها وهل ترتكب اثما ان أخذت من ماله دون علمه .


4- لفت نظر الناس وتنبيههم 
حتي لايقع الناس في نفس الخطأ الذي وقع فيه المغتاب بشرط أن يكون مجاهرا بالمعصية فخورا بذنبه كما حكي لنا القرآن عن قارون وأمثاله . 

5- ابداء الرأي بأمانه :-
اذا اضطرتنا الضرورة لابداء رأينا في شخص معين كالرأي في خاطب متقدم لخطبة فتاة ومشاركة شخص في تجارة .

6- تحذير من يهمنا أمره :-
كما حدث في قصة سيدنا يوسف قال تعالي :-
( قال يابني لاتقصص رؤياك علي اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للانسان عدو مبين ) . 
                                         سورة يوسف :- آية 5

7- وفي كل الاحوال علي المغتاب أن يستغفر الله ويتوب اليه ويدعو لمن اغتابه ويتصدق عنه اذا كان طلب السماح منه متعذرا ان هذا ينشأ العداوة أو البغضاء أو الوقيعة بين الناس وان كان طلب العفو ممكن وجب ذلك حتي لايقتص الله من الظالم للمظلوم 
بالاخذ من حسنات الظالم للمظلوم واذا فرغت حسنات الظالم أخذ من سيئات المظلوم ثم طرح في النار والعياذ بالله .

الغيبة بالقلب :-
وهو سوء الظن بالآخرين والظن هو الاعتقاد بشيء معين سيء بدون دليل وكما يحرم علينا أن نذكر الآخرين بسوء أمام الناس يحرم علينا نذكرهم لانفسنا بسوء .

والخطورة أننا نحاسب علي هذا الظن السيء ولو لم نحرك به ألسنتنا . 
ويترتب علي الظن اثم أكبر اذ يترتب عليه التجسس لاثبات مااعتقده القلب وهو محرم بنص القرآن .
 ( ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولاتجسسوا ولايغتب بعضكم بعضا .

ظن السوء  ( وهو ما أشار اليه القرآن الكريم )
بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون الي أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا .

ظن الخير :- ويظهر في قوله تعالي :- 
(لولا ان سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم خيرا وقالوا هذا افك مبين ) 

وظن السوء هو مايزينه في قلوبنا الشيطان أفسق الفساق ومن هنا لابد وأن نحسن الظن فيطرد ظن الخير ظن السوء وعلينا الاستغفار والتوبة اذ نادرا مايصادف الظن حقيقة ويقينا .

ويقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام :-
( اياكم والظن ، فان الظن أكذب الحديث ) متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه  ( البخاري )

ويقول الله تعالي (ان الله يعلم وانتم لاتعلمون ) 
     
                      دمتم بحفظ الله
                                 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته