لماذا خلقنا الله عز وجل

                                                              بسم الله الرحمن الرحيم 
                             والصلاة والسلام علي اشرف المرسلين
                                    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

لماذا خلقنا الله عز وجل فما هو الهدف الذي خلقنا الله من أجله؟

كل إنسان عاقل في الدنيا يسال نفسه هذا السؤال في كل عمل يعمله وماهو الهدف الكبير من خلق الإنسان ؟
شيء مهم جداً
الناس يسعون في متاهات ويمشون في طرق مسدودة
 فما الطرق المسدودة ؟
لان كل الطرق تنتهي  بالموت،  طريق المال , طريق الشهرة, وطريق الشهوات العلو في الأرض كلها تنتهي بالموت.

مشيئة الله سبحانه وتعالى اقتضت خلق الكون.
فلماذا خلق الله هذا الكون لو تاملنا في ملكوت السموات والأرض لعرفنا ان لهذا الكون له إلهاً عظيماً ؟
هذا الكون يجسّد قدرة الله، وعلمه، وخبرته وغناه عز وجل عن البشر
هذا الكون دليل على وجود خالق عظيم له صفات تتجلي لنا في اسماءه الحسني
 فكيف بجلال الله أن يتركنا دون هدف من وجودنا,
الهدف هو العبادة أن تعرف الله سبحانه وتعالي فتطيعه, فتسعد  بقرب الله ومعيته عز وجل


العبادة هي الهدف من خلق الكون أو من خلق الإنسان والجن قال الله تعالي {
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ{57}

فالإنسان مخلوق للسعادة، إذا عرفت أنك خلقت من أجل أن يسعدك الله عز وجل، شعرت بالراحة، والروح، والتفاؤل، و بأنك مكرم، وأن الله عز وجل تفضل عليك بإيجادك.
فما ذا تقول في هدف يليق بجلال الله عز وجل هل خلقنا ليعذبنا ؟
ايحتاج الله عز وجل لعذابنا ؟ ماذا يستفيد الله من عذابنا ؟
وهل يخلقنا الله  عبثاً بلا هدف ؟
وهل يكون كل هذا الكون لأجل سنوات معدودة  في الدنيا بلا اخرة وحساب وهدف


لابد من هدف يتناسب مع قوته هو القوي،
 ولذلك فربنا عز وجل أجاب عن هذا السؤال في آيتين واضحتين وفي آيات كثيرة.
﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾
)سورة المؤمنون الآية: 115

نفى الله أيضاً ما يتوهمه بعض الناس من أن الله عز وجل خلق الكون وهو يلعب وأن يخلق، السموات والأرض
 إلا بالحق وأن يكون بخلقها لاعباً،:

﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ﴾
( سورة الأنبياء الآية: 16)

الاقبال علي الله
أنت في دنيا هدفها الأكبر والأول أن  ترضي الله عز وجل وتعمل أعمالاً تستطيع أن تقبل بها على الله إلى الأبد في الجنة
أي إذا آثرت اي اذا فضلت جنب الله عزَّوجل كان لك عمل تلقى الله به، مثال استقمت في بيعك وشرائك، ونصحت المسلمين بما يرضي الله
، وكنت محسناًال عباد الله وآثرت ما يبقى على ما يفنى،
 هذا العمل الذي تفعله باختيارك وبكامل  إرادتك من دون إجبار أو إغراء أو إكراه، هذا العمل الصالح يؤهلك أن تُقبل على الله في الجنة إلى الأبد،
 إن الله عز وجل غني عنّا ولكن بعثنا إلى الدنيا وأعطانا المال
وقال: هل تستطيع أن تنفق المال من أجلارضاء الله ؟
وساعطيك شهوات بشهوات هل تستطيع أن تغض بصرك من أجلارضاء الله ؟
 وهل تختار هذه المرأة الصالحة ذات الجمال المتوسط على امرأة جميلة جداً ولكنها فاسقة أيهما تختارمن اجل ارضاء الله
 وهل تختار هذا الدخل المشروع على دخل كبير من طريق غير مشروع ؟


كيف تسعد وتقبل عليه ؟
أريد أن أوضح لكم سر الحياة، الله جاء بك إلى الدنيا وزودك بالشهوات
 وقال: أقرضني من مالك، وساعد أخاك،
ووجه شهواتك الي الحلال من اجلي ،
 إذا فعلت واستقمت وكنت خاءفا من الله ترضيه تشعر أنه راضٍ عنك، بهذا الشعور تقبل عليه،
 فإذا أقبلت عليه سعدت إلى الأبد في قربه، هذا هو الهدف من مجيئك إلى الدنيا، فكيف تسعد به ؟
بإقبالك عليه:
﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾
( سورة الكهف الآية: 110)
والإنسان أرسل إلى الدنيا لمهمة محددة فإذا عرفها ونفذها وكان في مستواها سعد في الدنيا والآخرة،
وإذا تغافل عنها أو جهلها أو عمل عملاً يتناقض معها حينما يموت يصيح صيحة لو سمعها أهل الأرض لصعقوا قال تعالى:
﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِالذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُو
(                 سورة الفرقان الآية: 27-29)لاً ﴾

والموت ليس نهاية وهنا الخطورة فإنه البداية
الموت بدايةالحياة الأبدية يصيح الميت صيحة لو سمعها أهل الأرض لصعقوا
﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾
( سورة الفجر الآية: 24)


يقول بعض الناس إن هذا المسكين مات وبالواقع المسكين من يقال عنه مسكين وهو ضال فإن كان هذا الميت مؤمناً فقد حقق الهدف، والنبي الكريم شاهد جنازه فقال " عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ فَقَالَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلادُ " فعندما يتوضح الهدف والمهمة للإنسان في الأرض فعندئذ قد لا ينام الليل:





خلاصة مانصل اليه
إذاً السؤال الأول خلقنا الله لنسعد، والثاني نحن موجودين لمهمة فإذا كنا معذبين فمعنى ذلك أننا قد ابتعدنا عن الهدف الذي خلقنا الله من أجله, هذا هو التفكير الصائب البسيط الواضح، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، فإذا كنت سعيدوعندك السكينة فإنك على الطريق الصحيح، وإن كنت غير سعيد وليس لديك سكينة فمعنى ذلك أنك ابتعدت عن الهدف، فربنا عز وجل برحمته وحرصه سخّرَ لك شيئاً يجذب نظرك فالمصائب كلها هدفها أن تعود ال الله في الصواب، هذا هو الضلال وهذا هو الهدى، وإذا عرفت لماذا خُلقت وما أثمن ما في الدنيا هان عليك كل شيء 



ادام الله ايامكم سكينة وسعادة 
                                                                                         والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته