الجزء الثاني فلما آتاهم من فضله بخلوا

                            بسم الله الرحمن الرحيم 
                   والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين
                   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعند عودة ثعلبة الي بيته يفكر في دعاء الرسول ويبتسم اشتري ثعلبة مابدأ ينمي به ماله
اشتري ثعلبةعدد بسيط من الغنم بخمسة وعشرين درهما وبعد أيام وشهور فاذا الغنم تتكاثر وتتكاثر فيضطر ثعلبة الي الابتعاد عن المدينة قليلا ليجد المراعي التي تتسع لغنمه .

ولكن ذلك الابتعاد حرمه من صلاة الجماعة التي كان يؤديها مع المسلمين وراء الرسول عليه الصلاة والسلام خمس مرات يوميا يخرج لرعي غنمه مبكرا فيحرمه هذا من صلاة الصبح في المسجد
 وقبيل الظهر يعود الي المدينة فيشترك في صلاة الظهر والعصر مع المسلمين ثم يعود الي غنمه فلايصلي المغرب والعشاء مع الجماعة .
تكاثرت غنم ثعلبة تكاثرت وتكاثرت فاضطر ثعلبة للآبتعاد أكثر عن المدينة ليجد المراعي الفسيحة التي تتسع لغنمه ولم يعد قادرا علي الذهاب الي المدينة .
                                 ماذا يفعل ثعلبة ؟
                                 غلبه حب المال!
قررالذهاب الي المدينة يوم الجمعة فقط بعد اقامته مع أهله بجوار الغنم ليشترك في الصلاة وراء الرسول وشيئا فشيئا تكاسل عن صلاة الجمعة أيضا 
مرت الأيام وأراد الرسول عليه الصلاة والسلام في اعداد جيشا للجهاد .
فحث أصحابه علي أن يتصدقوا ليتيسر تجهيز المجاهدين وسرعان ماتسابقوا يقدمون صدقاتهم كل بما يقدر عليه .

قدم عبد الرحمن بن عوف الصحابي الجليل نصف ماكان يملك وحتي فقراء المدينة يتقدمون بالصدقات رجل يعمل طول اليوم ليكتسب رزقه  قليلا من التمر فحمل نصفه وقدمه للرسول عليه الصلاة والسلام .
وفي نفس الوقت يسخر منهم المنافقين ويقولون لهم ان الله غني عما تقدمون ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام يحث المؤمنين ويحفزهم علي الصدقات لتجهيز المجاهدين وبعث الرسول رجالا خارج المدينة ليجمعوا صدقات المقيمين حولها وأرسل الي ثعلبة كتابا بهذا لكن وللأسف رفض ثعلبة أن يقدم شيئا .

                             ثار .............واحتج
                  وقال لجامعي الصدقة لا انها ضريبة 
                    يريد الرسول أن يأخذها من مالي
                   نسي ثعلبة أنه كان فقيرا وأغناه الله 

نسي ماوعد وأقسم به للرسول صلي الله عليه وسلم  عماه حب المال عن واجبه ناحية المسلمين 
وصرف الرجال باسلوب جاف وخشن فعادوا للرسول عليه الصلاة والسلام وهم يحزنون من تصرفه السيء 

        ورآهم الرسول راجعين اليه فقال لهم  قبل أن يخبروه
     ياويح ثعلبة ............ ياويح ثعلبة.............. ياويح ثعلبة
                 صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم 
                      لقد أصبح ثعلبة من المنافقين
                          ونزل جبريل بالوحي 

يقريء الرسول آيات من سورة التوبة وهي السورة التاسعة من كتاب الله 
وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)
فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ (76)
فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ (77)
أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (78)
الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ
 سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) 

أقسم ثعلبة وهو فقير فلما أغناه الله بخل بما رزقه الله تعالي والبخل قبيح وأخلف وعده وخلف الوعد قبيح أصبح منافقا ومن صفات المنافقين اذا وعد أخلف واذا ائتمن خان والمال مال الله يعطيه للأغنياء أمانه فمن بخل به كان خائنا .
        
       تري ماذا يكون عقاب ثعلبة  ماذا يكون عقاب المنافقين

اختار ثعلبة وأمثاله النفاق فجعل الله النفاق عاقبة أمرهم لايستطيعون منه خلاصا الي يوم يلقونه تعالي :
                         يوم لاينفع مال ولابنون
                                  ماهذا
ماذا يظن المنافقون ألا يعلم أن الله يعلم مافي قلوبهم يقول الله تعالي :أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (78) 

المنافقون يتهمون المطوعين في الصدقات يطعنون علي الذين تطوعوا بصدقات كبيرة بالرياء .
ويسخرون من الفقراء الذين يقدمون صدقات قليلة يريدون أن يشوهوا كل شيء جميل ويل للمنافقين الله تعالي يسخر منهم 
              وسخرية الله تعالي غضب شديد وعذاب اليم 


حفظ المسلمون الآيات الكريمة التي نزلت بشأن ثعلبة وتلاها عليه فخاف خوفا عظيما .
حمل الصدقة الي رسول الله صلي الله عليه وسلم لكن الرسول لم يقبلها  ياويل ثعلبة 
رفض أن يقدم الصدقة في حينها راح يلقي التراب علي رأسه ولكن ماالفائدة 

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم هذا جزاء عملك وصار ثعلبة                                 مثلا يقرأ المسلمين قصته جيلا بعد جيل 
        يعرفون حكايته وحكاية المنافقين فيرددون قائلين
              ياويل ثعلبة ............. ياويل المنافقين 
                         
                          دمتم في حفظ الله
                                والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته