(الحياء ) يكشف لنا قيمة ومقدار الادب

                           بسم الله الرحمن الرحيم
                  والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استكمالا لموضوعنا السابق عن الحياء وكيف أنه قيمة ومقدار للأدب والايمان للانسان

ان توجهنا بالحب لاي انسان يتجرأ علي الله وعلي الناس لايمنعه                      من هذا حياءه ولايمنعه من الاثام . 
وهذا الشخص بهذا الحال لايؤتمن علي شيء لاأموال ولاأعراض ولاوعد ولاواجب  سهل عليه التفريط فيه ولاعلي بضاعة يغشنا فيها ؟

ان الانسان عندما يفقد حياءه يفقد أمانته ينطلق وراء شهواته فهو يحل لنفسه مال الفقراء ولايشعر نحوهم برأفة وينظر الي المصابين والمبتلين والضعفاء فلا يحرك بداخله أي رحمة .


ان ايثاره لنفسه علي باقي الخلق وضعت أمامه الطريق المظلم فلا يري الحق ويوم يبلغ هذا الانسان هذه الدرجة المتدنية فقد خرج من قيود الاسلام . 


والحياء مطلوب كثيرا فالمسلم مطلوب منه تطهير لسانه من الفحش وتنزيهه عن العيب والخجل من ذكر العورات ومن سوء الادب أن يتفوه المسلم بالالفاظ البذيئة غير مبالي بآثارها وعواقبها . 


قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : - 
     " الحياء من الايمان والايمان من الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار " رواه أحمد


واقتصاد المسلم في الكلام بالمجالس من الحياء حتي لايملأ القلوب بالضجر من طول حديثه وقد كره الاسلام هذا الصنف .


قال رسول الله صلي الله عليه وسلم  :-
"من تعلم صرف الكلام ليستبي به قلوب الرجال لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولاعدلا " ابو داوود  


وقال أيضا :- ان الله يبغض البليغ من الرجال ، الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة "  رواه الترمذي 


وهذا البغض لان أحوالهم لاتخلوا من الرياء وسيطرتهم علي المجالس هو متنفسهم لعلل خلقية ويعالجها الحياء لو أنهم تمسكوا به . 
وحرص المسلم علي بقاء سمعته نقية أيضا من الحياء بعيدة عن الاشاعات السيئة .


أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم : من لوثته قاذورات المعاصي أن يتواري عن الاعين . 
وعندما رأي الصحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم معه امراة استوقفهم ليوضح لهم أنها زوجته ليست غريبة عنه . 


المسلم الذي يستحي أن يظهر أمام الناس برذيلة فما زال به خير والمسلم الذي يحاول الظهور بالفضيلة لايزال به بقية من شر علي أن الانسان لابد أن يخجل من نفسه كما يخجل من الناس .


قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :- 
"ماكان الفحش في شيء الا شانه ، وماكان الحياء في شيء الا زانه "    رواه الترمذي 


وعن عائشة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لها :-
" لوكان الحياء رجلا لكان رجلا صالحا ولوكان الفحش رجلا لكان رجلا سوءا "  رواه الطبراني 


ومن حياء الانسان مع الآخرين أن ينزل الناس منازلهم وأن يؤتي كل ذي فضل فضله . 
                    والي لقاء آخر ان شاء الله
                                    والسلام عليكم ورحمة اللع وبركاته