الحياء دلالة صادقة علي قيمة الايمان

                       بسم الله الرحمن الرحيم
               والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين
               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحياء دلالة صادقة علي جوهر الانسان فهو يوضح لنا قيمة ايمانه ومقدار أدبه .
عندما تري الانسان في حرج من  شيء لاينبغي فعله أو ظهر عليه علامات الحرج من تصرف قد صدر منه فلنعلم أنه حي الضميرمعدنه أصيل .

أما اذا راينا انسان لامبالاة له بما يأخذ أويترك فهو انسان ليس فيه خير ولايملك من الحياء مايمنعه من اقتراف المواقف المشينه وارتكاب المواقف الدنيئة .

وقد أوصانا الاسلام بالحياء وجعل لنا هذا الخلق العالي مما يميز به فضائل الاسلام .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :-
         "ان لكل دين خلقا ،وخلق الاسلام الحياء "  رواه مالك 
وقد حثنا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم المسلم علي فضيلة الحياء والتمسك بها ونفرنا من الرذيلة وحثنا علي تركها . 

وكان النبي صلي الله عليه وسلم بطبعه الرقيق ونبل سيرته وعمق شعوره بالواجب ينفرنا من الرذائل.
عن أبي سعيد الخدري :-
        " كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان اذا رأي شيئا يكرهه عرفناه في وجهه "   رواه مسلم 

ونحن نعلم جيدا أن الايمان هو الصلة التي بيننا كعباد وبين الله وهذه الصلة تزكي النفوس ، وتقيم الخلق وتهذب العمل .
ويكو ن ذلك ان شاء الله عند غرز عاطفة حية في النفوس نترفع بها عن الخطايا وتشعرنا بالنفور من سفاسف الامور .

ومن فقدان النفس لحيائها وفقدانها لايمانها ووقوعها في الذنوب الصغائر دون انتباه والمامها بالامور الدنيئة.

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :-
"الحياء والايمان قرناء جميعا ، فاذا رفع أحدهما رفع الآخر "
                                                                   الحاكم 
وبذلك يتدرج الانسان من درجة السوء الي الأسوأ ويهبط من درجة رذيلة الي الارذل ومراحل السقوط المتتالية الذي يبدأ بفقد الحياء وينتهي بشر العواقب . 

"ان الله عز وجل اذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه الحياء ، فاذا نزع منه الحياء لم تلقه الا مقيتا ممقتا فاذا لم تلقه الا مقيتا ممقتا نزعت منه الامانة ، فاذا نزعت منه الامانه لم تلقه الا خائنا مخونا فاذا لم تلقه الا خائنا مخونا ، نزعت منه الرحمة فاذا نزعت منه الرحمة لم تلقه الا رجيما ملعنا فاذا لم تلقه الا رجيما ملعنا نزعت منه ربقة الاسلام "ا بن ماجه 

وهذا الحديث يخبرنا بترتيب أمراض النفوس وكيف تلي كل مرحلة خبيثة الي أخري أشد خبثا .
ان الانسان عندما يرفع حجاب الحياء عن وجهه ولم يخش اللوم في أعماله السيئة طغي علي كل من هو تحت يده وهذا الشخص الشرس لن يجد أحدا يتعاطف معه بل انه يزرع الضغينة في القلوب من ناحيته .
                      
                      والي لقاء آخر مع الحياء ان شاء الله
                             
                                      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته